خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير “حق الوطن والمشاركة في بنائه”
خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م : حق الوطن والمشاركة في بنائه ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 10 صفر 1443هـ – 17 سبتمبر 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : حق الوطن والمشاركة في بنائه :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: حق الوطن والمشاركة في بنائه ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : حق الوطن والمشاركة في بنائه ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : حق الوطن والمشاركة في بنائه : كما يلي:
أولًا: حبُّ الوطنِ غريزةٌ فطريةٌ
ثانيًا: عواملُ بناءِ الأوطانِ
ثالثًا: واجبُنَا نحو وطننِا
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : حق الوطن والمشاركة في بنائه : كما يلي:
الحمدُ لله نحمدُه ونستعينُه ونتوبُ إليه ونستغفرُه ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا؛ ونشهدٌ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له وأن محمدًا عبدُه ورسولُه؛ صلى الله عليه وسلم.أما بعدُ:
أولًا: حبُّ الوطنِ غريزةٌ فطريةٌ
إنَّ حبَّ الوطنِ غريزةٌ فطريةٌ في جميعِ الكائناتِ الحيةِ، من إنسانٍ وحيوانٍ وطيرٍ؛ بل إنَّ بعضَ المخلوقاتِ إذا تمَّ نقلُهَا عن موطنِهَا الأصليِّ فإنها تموتُ، ولذا يقولُ الأصمعيُّ – رحمه الله -:” ثلاثُ خصالٍ في ثلاثةٍ أصنافٍ من الحيواناتِ: الإبلُ تحنُّ إلى أوطانِها وإنْ كان عهدُها بها بعيدًا، والطيرُ إلى وكرِه وإن كان موضعُه مجدبًا، والإنسانُ إلى وطنهِ وإن كان غيرُه أكثر نفعًا “.
لذلك كان من حقِّ الوطنِ علينا أنْ نحبَّه؛ وهذا ما أعلنهُ النبيُ – صلى الله عليه وسلم – وهو يتركُ مكةَ تركًا مؤقتًا؛ فعن عبدِ اللهِ بن عدي أنه سمعَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو واقفٌ على راحلتِهِ بالحَزْوَرَة مِنْ مَكَّةَ يَقُول: “وَالله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرضِ اللهِ وَأحَبُّ أرْضِ اللهِ إِلىَ اللهِ، وَلَوْلاَ أنِّي أخْرِجْتُ مِنْكِ مَاَ خَرَجْتُ” ( الترمذي وحسنه)؛ فما أروعَها من كلماتٍ! كلماتٌ قالها الحبيبُ صلى الله عليه وسلم وهو يودِّعُ وطنَهُ، إنها تكشفُ عن حبٍّ عميقٍ، وتعلُّقٍ كبيرٍ بالوطنِ، بمكةَ المكرمةِ، بحلِّها وحَرَمها، بجبالِها ووديانِها، برملِها وصخورِها، بمائِها وهوائِها، هواؤُهَا عليلٌ ولو كان محمَّلًا بالغبارِ، وماؤُها زلالٌ ولو خالطَه الأكدارُ، وتربتُها دواءٌ ولو كانت قفارًا.
قال الحافظُ الذهبيُّ – مُعَدِّدًا طائفةً من محبوباتِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: ” وكان يحبُّ عائشةَ، ويحبُّ أَبَاهَا، ويحبُّ أسامةَ، ويحبُ سِبطَيْهِ، ويحبُ الحلواءَ والعسلَ، ويحبُ جبلَ أُحُدٍ، ويحبُ وطنَهُ”.
ولتعلقِ النبيِ – صلى الله عليه وسلم – بوطنِه الذي نشأَ وترعرعِ فيه ووفائِه له وانتمائِه إليه؛ دعا ربَّهُ لما وصلَ المدينةَ أن يغرسَ فيه حبَّهَا فقالَ: ” اللهمَّ حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ”. (البخاري ومسلم) .
وقد استجابِ اللهُ دعاءَهُ، فكان يحبُّ المدينةَ حبًّا عظيمًا، وكان يُسرُّ عندما يَرى معالِمَها التي تدلُّ على قربِ وصولِه إليها؛ فعن أنسِ بن مالكٍ رضي اللهُ تعالى عنه قال: “كان رسولُ اللهِ إذا قدمَ من سفرٍ، فأبصرَ درجاتِ المدينةِ، أوضعَ ناقتَه – أي: أسرعَ بها – وإنْ كانتْ دابة حرَّكَها”، أي “حركها من حبِّها”. (البخاري) .
ومع كلِّ هذا الحبِ للمدينةِ لم يستطعْ أنْ ينسىَ حبَّ مكةَ لحظةً واحدةً؛ لأنَّ نفسَه وعقلَه وخاطرَه في شغلٍ دائمٍ وتفكيرٍ مستمرٍ في حبِّها؛ فقد أخرجَ الأزرقيُ في “أخبار مكة” عن ابن شهابٍ قال: قدمَ أصيلٌ الغفاريُّ قبل أن يُضربَ الحجابُ على أزواجِ النبيِ -صلى اللهُ عليه وسلم-، فدخلَ على عائشةَ -رضي اللهُ عنها- فقالتْ له: يا أصيلُ: كيف عهدتَ مكةَ؟! قال: عهدتُها قد أخصبً جنابُها، وابيضتْ بطحاؤُها، قالتْ: أقمْ حتى يأتيكَ النبيُ، فلم يلبثْ أنْ دخلَ النبيُ، فقال له: “يا أصيلُ: كيف عهدتَ مكةَ؟!”، قال: واللهِ عهدتُها قد أخصبَ جنابُها، وابيضتْ بطحاؤُها، وأغدقَ إذخرُها، وأسلتْ ثمامُها، فقال: “حسبُك -يا أصيلُ- لا تُحزِّنا”. وفي روايةٍ أخرى قال: “ويها يا أصيل! دع القلوبَ تقر قرارَها”.
وهكذا يظهرُ لنا بجلاءٍ فضيلةُ وأهميةُ حبِّ الوطنِ والانتماءِ والحنينِ إليه في الإسلامِ.
ثانيًا: عواملُ بناءِ الأوطانِ
لبناءِ الأوطانِ والدولِ عدةُ عواملٍ من أهمِها :
العاملُ الأولُ: العملُ واستثمارُ الطاقاتِ المعطلةِ
فالعملُ والاستثمارُ أساسُ بناءِ الأوطانِ ؛ لذلك حثَّ الإسلامُ على السعيِ والاستثمارِ والكسبِ من أجلِ الرزقِ وبناءِ الدولِ؛ قال تعالي: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } ( الملك: 15)؛ ويقررُ الإسلامُ أنَّ حياةَ الإيمانِ بدونِ عملٍ واستثمارٍ هي عقيمٌ كحياةِ شجرٍ بلا ثمرٍ ، فهي حياةٌ تثيرُ المقتَ الكبيرَ لدي واهبِ الحياةِ الذي يريدُها خصبةً منتجةً كثيرةَ الثمراتِ.
فيجبُ على المسلمِ أنْ يكونَ وحدةً إنتاجيةً طالما هو على قيدِ الحياةِ، ما دامَ قادرًا على العملِ، بل إنَّ قيامَ الساعةِ لا ينبغي أنْ يحولَ بينَهُ وبين القيامِ بعملٍ منتجٍ، وفي ذلك يدفعُنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم دفعًا إلى حقلِ العملِ والاستثمارِ وعدمِ الركودِ والكسلِ فيقول: ” إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ؛ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها ” [ أحمد والبخاري في الأدب المفرد]، كما حثَّ الإسلامُ على اتخاذِ المهنةِ للكسبِ مهما كانتْ فهي خيرٌ من المسألةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” (الترمذي وحسنه).
ويُروى أنَّ رجلاً مرَّ على أبي الدرداءِ فوجدَهُ يغرسُ جوزةً وهو في شيخوختِه، فقال له: أتغرسُ هذه الجوزةَ وأنت شيخٌ كبيرٌ، وهي لا تثمرُ إلا بعد كذا عامًا؟! فقال أبو الدرداء: وما عليَّ أن يكونَ لي أجرُها ويأكلُ منها غيري!
وأكثرُ من ذلك أنَّ المسلمَ لا يعملُ لنفعِ المجتمعِ الإنسانيِ فحسب، بل يعملُ لنفعِ الأحياءِ، حتى الحيوان والطير، والنبيُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ” [البخاري]، وبذلك يعمٌّ الرخاءُ ليشملَ البلادَ والعبادَ والطيورَ والدوابَ.
العاملُ الثاني: نشرُ العلمِ والوعىِ الثقافيِ بين أفرادِ الأمةِ
فالعلمُ أساسُ نهضةِ الأمةِ وقيامِ الحضاراتِ؛ فبالعلمِ تُبنىَ الأمجادُ، وتَسُودُ الشعوبٌ، وتبنى الممالكُ ؛ وما فشا الجهلُ في أمةٍ من الأممِ إلا قوضَ أركانَها، وصدَّعً بنيانَها، وأوقعَها في الرذائلِ والمتاهاتِ المهلكةِ.وكما قيل: العلمُ يبني بيوتاً لا عمادَ لهـا …………… والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والكـرمِ
ويقول أميرُ الشعراءِ أحمد شوقي:
بِالعِلْمِ وَالمَالِ يَبْنِي النَّاسُ مُلْكَهُمُ ………… لَمْ يُبْنَ مُلْكٌ عَلَى جَهْلٍ وَإِقْلاَلِ
العاملُ الثالثٌ: غرسُ مكارمِ الأخلاقِ في نفوسِ أفرادِ المجتمعِ
إنَّ للأخلاقِ أهميةٌ كبرى في الإسلامِ، فالخلقُ من الدينِ كالروحِ من الجسدِ، والإسلامُ بلا خلقٍ جسدٌ بلا روحٍ، فالخلقُ هو كلُّ شيءٍ، فقوامُ الأممِ والأوطانِ بالأخلاقِ وضياعِها بفقدانِها لأخلاقِها، قال الشاعرُ أحمد شوقي: إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت …………فإن همو ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا
وقال: وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم………. فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
وقال: صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ…………… فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ .
ولأهميةِ الأخلاقِ أصبحتْ شعارًا للدينِ ( الدينُ المعاملة ) فلم يكن الدين صلاةً ولا زكاةً ولا صومً فحسب.
قال الفيروز آبادي -رحمه الله تعالى-: “اعلم أن الدينَ كلَّه خلقٌ، فمن زادَ عليك في الخلقِ؛ زاد عليك في الدينِ”. وهكذا كانت الأخلاقُ عاملًا رئيسًا في بناءِ الأممِ والأوطانِ والحضاراتِ .
العاملُ الرابعُ: التنشئةُ الأسريةُ السويةُ
فالمجتمعُ عبارةٌ عن أسرٍ؛ فلو أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا أنشأَ أسرةً سويةً؛ فمن مجموعِ هذه الأسرِ نبني أمةً ومجتمعًا قويًا متماسكًا؛ لأنَّ للأسرةِ دورًا كبيرًا في رعايةِ الأولادِ منذُ ولادتِهم وفي تشكيلِ سلوكِهم، وما أجملَ هذه العبارة: ” إنَّ وراءَ كلِّ رجلٍ عظيمٍ أبوين مربيين”، وكما يقولُ بعضُ أساتذةِ علم النفسِ: “أعطونا السنواتِ السبعِ الأولى للأبناءِ نعطيكُم التشكيلَ الذي سيكونُ عليه الأبناءُ”. وكما قيل: “الرجالُ لا يولدون بل يُصنعون”.
إذن تبدأُ المسؤوليةُ والأهميةُ من الأسرةِ، فالأسرةُ التي تربي أبناءَها وتُنمِي قدراتِهم وتغرسُ في نفوسِهم حبَّ الخيرِ وحبَّ الناسِ وحبَّ العملِ وحبَّ الوطنِ والتمسكِ بالأخلاقِ والشمائلِ الإسلاميةِ، والدفاعِ عن الوطنِ من الأعداءِ والحاسدين، إنما هي تقومُ ببناءِ المجتمعِ.. أما تلك الأسرةُ التي لا تهتمُ بأبنائِها وتتركُ لهم الحبلَ على الغاربِ ولا تنشئهم تنشئةً سليمةً، إنما هي أسرٌ تهدمُ المجتمعَ ولا تبنِيه .
العاملُ الخامسُ: مواجهةُ الدعواتِ الهدامةِ وتطهيرُ العقولِ من الأفكارِ المتطرفةِ
فمن أهمِّ وسائلِ بناءِ الدولةِ مواجهةُ الإرهابِ وتطهيرُ عُقولِ الشبابِ من الأفكارِ المتطرفةِ؛ لأنَّ الناسَ لو استقامتْ عقولُهم، صاروا يُفكِّرون فيما ينفَعُهم ويبتَعِدون عمَّا يضرُّهم، إذًا هناك علاقةٌ كبيرةٌ بين المحافظةِ على عقولِ الناسِ وبين استقرارِ الأمنِ عندهم؛ لأن مما يُذهِبُ بأمنِ الناسِ انتشارُ المفاهيمِ الخاطئةِ حيالَ نصوصِ القرآنِ والسنةِ، وعدم فهمِهما بفهمِ السلفِ الصالحِ، وهل كُفِّر الناسُ وأريقتْ الدماءُ وقُتلَ الأبرياءُ وخُفرت الذممُ بقتل المستأمنين وفُجِّرت البقاعُ إلا بهذه الأفكارِ المتطرفةِ المعكوسةِ؛ والمفاهيمِ المنكوسةِ؟!!
ثالثًا: واجبنَا نحو وطننِا
أيها الإخوةُ المؤمنون: يجبُ على كلِ مسلمٍ أن يحبَّ وطنَه، ويتفانى في خدمتِه، ويضحي للدفاعِ عنه؛ فحبُّ الوطنِ والدفاع عنه لا يحتاجُ لمساومةٍ؛ ولا يحتاجُ لمزايدةٍ؛ ولا يحتاجُ لشعاراتٍ رنانةٍ؛ ولا يحتاجُ لآلافِ الكلماتِ؛ أفعالُنا تشيرُ إلى حبِنا، حركاتُنا تدلُّ عليه؛ حروفُنا وكلماتُنا تنسابُ إليه، أصواتُنا تنطقُ به؛ آمالُنا تتجهُ إليه، طموحاتُنا ترتبطُ به، لأجلِ أرضِ وأوطانٍ راقت الدماءُ؛ لأجلِ أرضِ وأوطانٍ تشردتْ أممٌ، لأجلِ أرضِ وأوطانٍ تحملت الشعوبُ ألوانًا من العذاب؛ لأجلِ أنْ نكونَ منها وبها ولها؛ وإليها مطالبون أينما كنا أن نحافظَ عليها . حبُّ الوطنِ والتضحيةُ من أجلهٍ هو واقعٌ يستحقُ أن نعملَ بحبٍ وتفانٍ من أجلِ المحافظةِ عليه لأنه أثمنُ ما في وجودٍنا وانتمائِنا، فالوطنُ هو التاريخُ والحضارةُ والتراثُ، وهو الذي سكن جسدَنا وروحَنا وذاكرتنا، ومن أجلهِ وخاصةً في هذه الفترةِ العصيبةِ نحتاجُ إلى العملِ من دون مقابلٍ، لأن الوطنَ فوقَ كلٍّ شيءٍ.
بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي …………… يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي
إننا في سفينة واحدة ؛ ولابدَّ أن نتضامنَ جميعًا من أجلِ نجاةِ هذه السفينةِ ؛ كما علينا أن نأخذَ على أيدي العابثين بهذه السفينةِ؛ وإلا غرقتْ بنا جميعًا ؛ فعن النُّعْمَانِ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا ” ( البخاري ) .
إننا إنْ فعلنًا ذلك وأصبحنًا متضامٍنين متعاونِين متكافلِين يدًا واحدةً في الضربِ بيدٍ من حديدٍ على كلِّ متربصٍ ببلدِنا أو وطنِنا أو دينِنا أو مقدساتِنا أو أفرادِ مجتمعِنا أو مؤسساتِنا ؛ مع نشرِ تعاليمِ الإسلامِ السمحةِ ؛ فإننا بحقٍ نستطيعُ بناءَ وطنَنا ونقضي على الإرهابِ بكلِ صورِه وأشكالِه؛ ونعيشُ آمنين مطمئنين متحدين متعاونين متراحمين كما أرادَ لنا دينُنا الحنيفُ!!!
نسأل اللهَ أن يجعلَنا أدواتَ بناءٍ لا معاولَ هدمٍ؛ وأن يحفظً مصرنَا من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ؛؛
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف